المجلة | حــديث |[عن أبي مالك الحارث بن الأشعري (رضي الله عنه) قال:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

[عن أبي مالك الحارث بن الأشعري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن - أو تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو: فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها]
هذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقد اشتمل على مهمات من قواعد الإسلام والدين، أما الطهور، فالمراد به هنا الفعل - وهو بضم الطاء - على المختار، واختلف في معناه: فقيل: إن الأجر فيه ينتهي إلى نصف أجر الايمان، وقيل: المراد بالإيمان هنا الصلاة، قال تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم} والطهارة شرط في صحة الصلاة، فصارت كالشطر، ولا يلزم في الشطر أن يكون نصفاً حقيقياً، وقيل غير ذلك، وأما قوله [والحمد لله تملأ الميزان] فمعناه: أنها لعظم أجرها تملأ ميزان الحامد يوم القيامة، وقد تظاهرت نصوص القرآن والسنة على وزن الأعمال وثقل الموازين وخفتها، وكذلك قوله [وسبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض] وسبب عظم فضلها ما اشتملت عليه من التنزيه لله تعالى والافتقار إليه، وقوله[ تملآن أو تملأ] ضبطه بعضهم بالتاء المثناة فوق وهو صحيح، فالأول ضمير مثنى، والثاني ضمير هذه الجملة من الكلام، وقال بعضهم: يجوز [يملآن] بالتذكير والتأنيث، أما التأنيث فعلى ما تقدم، وأما التذكير فعلى إرادة النوعين من الكلام، وأما [تملأ] فيذكر على إرادة الذكر، وأما قوله (صلى الله عليه وسلم): [والصلاة نور] فمعناه أنها تمنع من المعاصي وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يستضاء به، وقيل: معناه أن يكون آخرها نوراً لصاحبها يوم القيامة، وقيل: إنها تكون نوراً ظاهراً على وجهه يوم القيامة، ويكون في الدنيا أيضاً على وجهه البهاء، بخلاف من لم يصل، والله أعلم. وأما قوله (صلى الله عليه وسلم):[ الصدقة برهان] فمعناه أنه يفزع إليها، كما يفزع للبراهين، كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصارف ماله كانت له صدقاته براهين في جواب هذا السؤال، فيقول: تصدقت به، وقال غيره: معناه أن الصدقة حجة على إيمان فاعلها، لأن المنافق يمتنع منها لكونه لا يعتقدها، فمن تصدق استدل بصدقته على قوة إيمانه، والله أعلم. وأما قوله (صلى الله عليه وسلم) [والصبر ضياء] فمعناه: الصبر المحبوب في الشرع وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصيته، والصبر أيضاً على النائبات وأنواع المكاره في الدنيا، والمراد أن الصبر محمود لا يزال صاحبه مستضيئاً به مهتدياً مستمراً على الصواب. قال إبراهيم الخواص: الصبر هو الثبات على الكتاب والسنة، وقيل: الصبر هو الوقوف مع البلاء بحسن الأدب، وقال أبو علي الدقاق رحمه الله: الصبر: ألا يعترض على المقدور، فأما إظهار البلاء على وجه الشكوى فلا ينافي الصبر، قال الله تعالى في حق أيوب عليه السلام: {إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب} مع أنه قال: {أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} والله أعلم. وأما قوله (صلى الله عليه وسلم) [والقرآن حجة لك أو عليك] فمعناه ظاهر، أي تنتفع به إن تلوته وعملت به، وإلا فهو حجة عليك، وقوله [كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها] معناه: أن كل إنسان يسعى لنفسه فمنهم من يبيعها لله بطاعته له فيعتقها من العذاب كما قال الله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها أي يهلكها. اللهم وفقنا للعمل بطاعتك وجنبنا أن نوبق أنفسنا بمخالفتك.
رواه مسلم.

المزيد